امتنعت عن تزويد اللجان الفنية بتقارير حول أمان سد النهضة.. سامح شكري يكشف تفاصيل تعنت إثيوبيا بعد جلسة مجلس الأمن

كتب: ضياء السقا

كشف وزير الخارجية سامح شكري، أن إثيوبيا امتنعت خلال التفاوض عن تزويد اللجان الفنية بتقارير حول حقيقة الأوضاع الإنشائية وأنظمة أمان سد النهضة، مشيرا إلى أن المخاطر المحتملة للسد سيتحملها السودان بالأساس بحكم قربه من موقعه، كما تتحملها مصر أيضا.

وأضاف شكري في تصريحات لشبكة "سكاى نيوز"، الثلاثاء، أن  مصر أبدت مرونة كبيرة فى مفاوضات سد النهضة، لكن لم يتم التوصل لاتفاق بسبب المواقف الإثيوبية؛ مؤكدًا التزام مصر بالمسار الدبلوماسي فى التعامل مع القضية.

وحول التنسيق مع السودان بشأن قضية لبسد، قال "شكرى": التنسيق المصرى مع السودان فى قضية سد النهضة يهدف إلى الوصول إلى اتفاق متوازن وعادل لا يضر بدولتي المصب.

تفاصيل جلسة مجلس الأمن

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة هامة بطلب من مصر، الإثنين، لمناقشة ملف سد النهضة، والذي شهد حالة من الشد والجذب بين مصر والسودان وإثيوبيا خلال الفترة الماضية، للوصول إلى اتفاق نهائي يرضي كافة الأطراف.

ونستعرض لكم أبرز ما جاء في جلسة مجلس الأمن:

مصر: سد النهضة خطر وجودي يهدد حياة 100 مليون

قال وزير الخارجية سامح شكري إن القضية ترتبط "بأمر جلل" بالنسبة للشعب المصري، مؤكداً أن سد النهضة الإثيوبي هو "خطر وجودي يهدد المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مواطن".

وأضاف شكري أن مشروع السد الإثيوبي، المشيّد على النيل الأزرق، يمكن أن يعرض أمن وبقاء أمة بأسرها للخطر بتهديده لمصدر الحياة الوحيد لها.

وأكد وزير الخارجية على رفض مصر ملء وتشغيل السد بشكل أحادي دون التوصل لاتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمعات في دولتيّ المصب، ويمنع إلحاق ضرر جسيم بحقوقهم، مؤكداً أن ذلك سيزيد من التوتر ويمكن أن يثير الأزمات والصراعات التي تهدد الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.

وأعرب شكري عن رفضه للاتهامات التي أطلقها ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن تجاه مصر، حيث قال إن القاهرة "لم توجه أي اتهام لأي دولة، ولكن ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن أطلق الاتهامات مباشرة إلى مصر والتي تعد تدخلاً".

وأشار وزير الخارجية إلى أن جلسة مجلس الأمن هي خطوة إيجابية تعكس التزام أعضاء المجلس باضطلاع هذا الجهاز الرئيسي في الأمم المتحدة بمسئولياته على النحو المنصوص عليه في ميثاق المنظمة.

السودان يرفض الإجراءات الأحادية

وقال مندوب السودان في مجلس الأمن، عمر الصديق، إن بلاده تؤمن بأن المسار الإفريقي يمكن أن يدفع جهود الدول الثلاث بشأن التوصل لاتفاق بخصوص سد النهضة.

وأكد المندوب السوداني، في كلمته التي ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، رفض الخرطوم لأي إجراء أحادي بشأن ملء خزان سد النهضة الإثيوبي، لحين الوصول لاتفاق بين الدول الثلاث.

وأشار إلى أن الخرطوم تؤمن بأن التوصل إلى اتفاق قبل ملء سد النهضة ضروري جداً لتجنب الإضرار بالملايين من الناس.

وأكد على أن موقف السودان بشأن سد النهضة يستند على مبدأ عدم الإضرار بالآخرين.

وشدد على أن الجانب المصري والسوداني يتعرضان للضرر في حال التعامل الأحادي لذا يجب الوصول إلى تفاوض شامل، مشيرا إلى أنه منذ عام 2011 استمرت السودان في التفاوض والالتزام الدائم باتفاقيات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية للاستفادة من المياه الدولية.

إثيوبيا ترفض إحالة الملف لمجلس الأمن

دعا مندوب إثيوبيا بمجلس الأمن، السفير تاي أسقي سلاسي، إلى عدم وضع عراقيل أمام مفاوضات "سد النهضة"، على حد زعمه.

وزعم المندوب الإثيوبي بأنه "لم يكن هناك عدالة في مشاركة مياه نهر النيل على الرغم من وجود ندرة للمياه تعاني منها في إفريقيا"، مؤكداً أن بلاده "لديها الحق في الاحتفاظ بالمياه والاستفادة منها."

وأضاف أن إثيوبيا على يقين "من مدى حاجة مصر والسودان لمياه نهر النيل وكذلك هناك حاجة إثيوبيا من المياه".

وأعلن المندوب رفض بلاده إحالة ملف أزمة سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال مندوب إثيوبيا: "لا نعتقد أن قضية سد النهضة لها مكان شرعي في مجلس الأمن اليوم. رفع قضية سد النهضة إلى مجلس الأمن تم على نحو غير منصف".

روسيا تدعم المفاوضات

وأعرب مندوب روسيا بمجلس الأمن عن أمله في أن تتمكن مصر والسودان وإثيوبيا من تسوية الخلافات بشأن سد النهضة بما يخدم الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى عدم وجود بديل لحل تفاوضي للقضية.

وقال مندوب روسيا بمجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو لا ترى بديلاً لتجاوز الخلافات إلا عن طريق التفاوض مع احترام مصالح جميع الأطراف.

وأكد المندوب الروسي دعم موسكو لعملية التفاوض بين الدول الثلاث، مشيراً إلى أن تحديد قواعد استخدام الموارد المائية لنهر النيل "يجب أن يتم على أساس التكافؤ آخذا بعين الاعتبار مهام التنمية الاجتماعية الاقتصادية وعلى أساس القانون الدولي".

الولايات المتحدة تؤكد على مصالح الدول الثلاث

قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، كيلي كرافت، إنه يمكن الوصول لاتفاق بشأن أزمة سد النهضة يتم الأخذ به بعين الاعتبار مصالح الدول الثلاث.

وتابعت كيلي كرافت قائلة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحدث عن وجود فرص لإتمام اتفاق بشأن السد، داعية الأطراف إلى التعاون لحل الأزمة.

وأشارت المندوبة الأمريكية إلى أن واشنطن تشجع مصر والسودان وإثيوبيا، على الاستفادة من التقدم الذي حصل في المفاوضات وتقديم تنازلات بشأن سد النهضة.

مذكرات عاجلة

وقال المندوب الدائم لجامعة الدول العربية بمجلس الأمن الدولي، ماجد عبد الفتاح، إن المجتمع الدولي يدرك خطورة ملف سد النهضة، مشيراً إلى ضرورة وجود مذكرات عاجلة لمعالجة الأمر وبشكل سريع.

وأكد عبدالفتاح أن هناك دعماً قوياً من كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لموقف مصر في مجلس الأمن.

وكشف بأن الجانب المصري سيتحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، حول كافة أمور ملف سد النهضة، منذ بداية المفاوضات، حتى تكون الأمم المتحدة مطلعة على كافة التفاصيل.

والسبت الماضي، أكدت أثيوبيا عزمها على البدء بملء خزان سد النهضة "في الأسبوعين المقبلين".

تعليقات القراء