السيسي: أهل الشر حاولوا القضاء على أسس الدولة وربنا سخر أبناءها لحمايتها.. ومصر تحولت لواحة من الأمن والاستقرار.. ويوجه رسالة للجيش والشرطة

الموجز

قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، التهنئة لشعب مصر العظيم بمناسبة ذكرى 25 يناير، قائلا: "يتواكب اليوم مع ذكرى 25 يناير بمطالبها النبيلة لتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصرى وتحية تقدير واعتزاز لأبناء شعب مصر العظيم فى هذه المناسبة الغالية متطلعين لاستكمال مسيرة البناء والتنمية لنوفر لمصر وشعبها واقع جديدا ومتطورا ، جاء ذلك فى كلمته باحتفالية عيد الشرطة الـ 68 .

رسالة الرئيس للشرطة

ووجه الرئيس حديثه لأعضاء هيئة الشرطة: "إن ما تخوضونه من حرب شرسة بالتعاون مع أقرانكم من رجال القوات المسلحة البواسل ضد الإرهاب الأسود سيظل محل تقدير واعتزاز منى ومن جميع أفراد شعبنا العظيم فالمهام المقدسة والتضحيات الجسام لا يستطيع حمل أمانتها إلا رجال أشداء يدركون جيدًا قيمة الانتماء الوطنى فأنتم أبناؤه الأوفياء ومصدر فخره وعزته وأن مصر تتطلع إليكم وإلى دوركم الرائد فى حماية الوطن من كل شر تحية لكم فى يوم عيدكم وتحية لشهدائنا الأبرار التى تطوف أرواحهم حولنا تزهو فى عزة وكرامة بمنزلتها العليا فى الدنيا والأخرة".

عيد لكل المصريين

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى احتفالية عيد الشرطة، أن عيد الشرطة المصرية ليس يوما مقصورا على رجالها فحسب إنما عيد لكل المصريين، مضيفا: "فأبناؤها لم يكونوا منفصلين فى يوم من الأيام عن آمال الوطن والأمة وهم أيضا جزء من نسيجه الوطنى، كما أنه فرصة لاستعادة الذكريات وتدبر المعانى والقيم الأصلية والنبيلة الراسخة فى قلب المجتمع المصرى والتى يأتى فى مقدمتها الولاء والانتماء المطلق لمصر أرضا وشعبًا، هذه القيم التى تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات مستميتة من قبل أهل الشر ومن يعاونهم للقفز عليها والنيل من ثوابتها طمعا فى تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة فى القضاء على أسس ومبادئ الدولة الوطنية ، لكن الله سبحانه وتعالى يسخر دائما لهذا الوطن من أبنائه من يقف حائلا أمام أطماع الطامعين وتآمر المتآمرين".

التاريخ سيتوقف طويلا

ولفت فى كلمته باحتفالية عيد الشرطة اليوم الخميس، أن التاريخ سيتوقف طويلا وبإعجاب أمام التجربة المصرية النابعة من قوة الإرادة وصلابة وعزيمة شعب مصر الأبى الذى ادرك بحسه الوطنى أن مستقبله لن يبنيه أحد غيره فصبر وتحمل قسوة الإجراءات الاقتصادية غير المسبوقة فى ظل أوضاع إقليمية ومحلية غير مستقرة ، لكنه مضى فى طريقه رافعا شعار "نكون أولا نكون " وقد رأى العالم أجمع كيف تحولت مصر فى أعوام قليلة إلى واحة من الأمن والاستقرار.

انجازات اقتصادية ونهضة عمرانية

وأضاف الرئيس فى كلمته: "فما تحقق على أرض مصر من إنجازات اقتصادية ونهضة عمرانية سيكون مرتكزا للانطلاق نحو بناء الدولة المصرية الحديثة التى يسودها العدل وتعلو فيها قيمة الإنسان المصرى ، فتحية لكل إمراة مصرية حافظت علي بيتها وكانت سندا وظهرا لعائلتها ، وتحية لكل رجل مصرى قهر المستحيل وواجه الشدائد والمحن وتحية لشباب مصر الواعد وقود الوطن وذخيرة مستقبله ".

ملحمة بواسل

قال خلال احتفالية عيد الشرطة الـ 68 ، إن الملحمة التى سطرها السابقون من رجال الشرطة البواسل فى 25 من يناير عام 1952 ستبقى محفورة فى وجدان وذاكرة الأجيال المتعاقبة من أبناء هذه الهيئة الوطنية الموقرة، متابعا: "فى يوم من أيام العزة والكرامة والوطنية تمتزج فيه مشاعر الفخر بتضحيات رجال هانت عليهم أنفسهم ولم يهن عليهم وجنهم فقاتلوا وصمودوا وضربوا أروع الأمثلة فى الذود بالروح والنفس دفاعا عن شرف الوطن وإعلاءً لقيمته العليا التى سكنت داخل نفوسهم واستقرت داخل ضمائرهم ومع شعورنا بالفخر الذى يعلو جبين أمتنا يتنامى لدينا إحساس بأن جينات الصمود وسمات البطولة متأصلة ومتطونة تنبت بها الأرض المصرية الطيبة أجيال وراء أجيال، فالملحمة التى سطرها السابقون من رجال الشرطة البواسل فى 25 من يناير عام 1952 ستبقى محفورة فى وجدان وذاكرة الأجيال المتعاقبة من ابناء هذه الهيئة الوطنية الموقرة.

اسباب اندلاع العصيان

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب، هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

شرارة التمرد

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952، وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا، حيث انطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

القائد البريطاني المتعجرف

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

تعليقات القراء