’’المظروف السري‘‘.. كواليس تعيين هيثم بن طارق سلطانا لعمان ومناصبه السابقة.. ومعلومات لا تعرفها عن الراحل قابوس وموقفه التاريخي مع مصر

كتب: ضياء السقا

عُيّن هيثم بن طارق بن سعيد، اليوم السبت، سلطاناً لسلطنة عمان خلفاً للسلطان قابوس بن سعيد الذي توفي مساء أمس الجمعة عن عمر ناهز 76 عاماً.

وأدى بن طارق اليمين القانونية أمام مجلس عمان، صباح اليوم، سلطانا لعمان خلفاً للراحل قابوس بن سعيد، وذلك بحسب النظام الأساسي للدولة.

وكان مجلس الدفاع في عمان قد عقد جلسة طارئة في مقره بالبستان، حيث تم أداء القسم.

وتوفى السلطان قابوس، دون أن يعين خليفة أو ولي عهد، وليس له أولاد.

وتنص المادة 6 من القانون الأساسي للسلطنة، على أن الأسرة المالكة يجب أن تختار سلطانًا جديدًا في غضون ثلاثة أيام من خلو المنصب.

وإذا فشلوا في التوصل إلى اتفاق، فإن مجلس الدفاع في البلاد، ورئيس المحكمة العليا ورؤساء غرفتي المجلس الاستشاري، سيفتحون المظروف السري، الذي يحتوي على وصية السلطان قابوس والتي حدد بها اسم خليفته.

من جانبه، قرر مجلس العائلة المالكة في عمان، عرفانا بفضل السلطان الراحل قابوس، وإيمانا بحكمته تثبيت من أوصى به لخلافته في قيادة البلاد.

وأوكل مجلس العائلة المالكة لمجلس الدفاع فتح رسالة السلطان قابوس وفقا للمادة السادسة من النظام الأساسي للدولة.

وقام مجلس الدفاع بحضور أفراد العائلة المالكة كشهود على الإجراءات، بفتح رسالة السلطان قابوس وقراءتها بشكل مباشر والإعلان أن هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد هو سلطان عمان.

وبحسب المادة الخامسة من الدستور العماني، فإن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان، ويشترط فيمن يختار لولاية الحكم من بينهم أن يكون مسلماً رشيداً عاقلاً وابناً شرعياً لأبوين عُمانيين مسلمين.

من هو السلطان الجديد؟

ولد هيثم بن طارق في الـ 11 من أكتوبر عام 1954، لواحدة من زوجات أبيه الثلاث تُدعى أم قيس، وهو ابن عم السلطان قابوس.

وشغل سلطان سلطنة عمان الجديد منصب وزير التراث والثقافة بين فبراير 2002 وحتى الآن، وعمل في بعض الأحيان كمبعوث خاص لجلالة السلطان قابوس بن سعيد، فضلاً عن توليه رئاسة لجنة الرؤية المستقبلية "عمان 2024"، بالإضافة إلى أنه الرئيس الفخري لجمعية رعاية الأطفال المعاقين، ونادي السيب الرياضي.

كما شغل سابقًا العديد من المناصب في وزارة الخارجية، منها الأمين العام، ووكيل الوزارة للشئون السياسية، ووزير مفوض.

وتولى رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط عام 2010، كما كان رئيساً فخرياً لجمعية الصداقة العمانية اليابانية.

من هو الراحل قابوس؟

تقلد قابوس حكم سلطنة عمان في العام 1970، ويعد صاحب ثالث أطول فترة حكم في العالم بعد الملكة إليزبيث الثانية، ملكة بريطانيا التي تولت الحكم عام 1952 حتى الآن، ثم السلطان حسن البلقية، الذي اعتلى عرش سلطنة بروناي عام 1967 إلى الآن.

وبالرغم من كونه الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور، إلا أنه لم يكن مدللًا، فمنذ طفولته حفظ القرآن الكريم وقرأ السنة النبوية وتعلم قواعد اللغة والنحو وأصول الدين والفقه، وقرأ الشعر وحفظه على أيدي أساتذة مختصين، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، وأرسله والده لإنجلترا ليكمل تعليمه، والتحق بالاكاديمية العسكرية الملكية ثم انضم إلى الكتيبة البريطانية العاملة في ألمانيا الغربية، حيث أمضى ستة أشهر يتلقى التدريب في قيادة الأركان، وذلك وفقًا لموقع السلطان قابوس.

وبعد ذلك عاد السلطان قابوس إلى عمان في عام 1964، ودرس على امتداد السنوات الست التالية الدين الإسلامي واللغة العربية وقراءة السير النبوية وسير الخلفاء الراشدين والخلفاء في العصرين الأموي والعباسي، وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة عُمان دولة وشعبًا على مر العصور.

- وصوله للحكم

وفى عام 1970 شهدت السلطنة تغييرًا في الحكم، بعد أن اتخذ قابوس لنفسه بعض الحلفاء من شخصيات عديدة من مسقط وصلالة قبل أشهر من انقلابه على والده في 23 يوليو من ذلك العام، وذلك بسبب فقدان السلطان سعيد السيطرة على حكم البلاد بعد ثورة الظفار في 1965، وكانت عمان تعاني الفقر في هذه الفترة وكان شعبها يهاجر لدول المنطقة من أجل البحث عن العمل.

- عمان في عهد السلطان قابوس

شهدت البلاد تقدمًا واضحًا بعد ذلك، ففي 1971 انضمت عمان لجامعة الدول العربية، وفى عام 1975 أنهى السلطان حرب الظفار، وقضى على كل محاولات التمرد، وأطلق السلطان قابوس مبادرة تاريخية، عندما أصدر مرسومًا خلال حرب أكتوبر 1973، بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، وإرسال بعثتين طبيتين لمصر.

-موقف تاريخي تجاه مصر

وفي عام 1977 عقب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس وتوقيع معاهدة كامب ديفيد، كانت سلطنة عمان من الدول العربية إلى جانب السودان والصومال التى حافظت على علاقتها بمصر، بعد المقاطعة العربية الشاملة لها.

واشتهر السلطان قابوس بعلاقته الجيدة مع كل الدول العربية وأغلب دول العالم، ما جعله وسيطا جيدا في بعض الأزمات والخلافات، كتوسطه في حل الخلافات الأمريكية الإيرانية فى الملف النووي، ورفضه للدخول فى أى حروب، كحرب التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ضد الحوثيين فى اليمن المدعومين من إيران، وتبنيه للمواقف الحيادية بين دول الخليج فى الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر.

تعليقات القراء