ماذا يعني قرار نقل سفارة دولة إلى القدس؟ وكيف ينسف خيار حل الدولتين وتقويض عملية السلام؟

الموجز - شريف الجنيدي 

أعلنت البرازيل، اليوم الأحد، أنها ستنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس العام المقبل، وأنها عازمة على إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب

جاء ذلك على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البرازيلي، نجل الرئيس البرازيلي، أدواردو بولسونارو.

وبحسب بيان نشره المتحدث بإسم رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي أوفير جندلمان، أكد نجل الرئيس البرازيلي أن بلاده ستنقل سفارتها إلى العاصمة في العام 2020، وستدرج حزب الله على قائمة الإرهاب.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في السادس من ديسمبر عام 2017، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وتبعها بعد ذلك، في الخامس عشر من مايو 2018، التطبيق الفعلي لنقل السفارة إلى القدس.

قضية القدس

وبعد الحرب العالمية الثانية، أحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة، وأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر 1947 بتدويل القدس.

وفي 3 ديسمبر 1948 أعلن ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

وكفلت قرارات الشرعية الدولية  تجسيد قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن المدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال.

وفي الـ 18 من ديسمبر عام 2017، صوّت مجلس الأمن الدولي على رفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث نال موافقة جميع الدول الأعضاء في المجلس، إلا أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو ضده.

لماذا يحتفي الإسرائيليون بتلك الخطوة ويعارضها الفلسطينيون؟

يقول المراقبون أن قرار نقل أي سفارة دولة من تل أبيب إلى مدينة القدس يعد خطوة ضمن خطة إستراتيجية لفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين.

ويعارض الفلسطينيون قرارات نقل سفارات الدول من تل أبيب إلى القدس باعتبار أن المدينة المقدسة هي عاصمة دولة فلسطين، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال مدينة القدس.

ماذا يعني نقل سفارات الدول من تل أبيب إلى القدس؟

وتعد خطوات نقل السفارات إلى القدس انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية المتعلقة بالمدينة المحتلة، كما يعتبر تشجيعاً للاحتلال الإسرائيلي على مواصلة السير في نهج الانتهاكات.

كما يعد نقل السفارة إلى القدس إخراج ملف القدس من أي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى أنه يمثل ضوء أخضر لفرض إسرائيل سيطرتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة، فضلاً عن دعم سياسة الاحتلال القائمة على التهويد والتهجير وضم الأراضي، وهو ما سيزيد من المعاناة اليومية للمقدسيين.

ومن شأن نقل السفارات إلى القدس تقويض عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقويض أي فرصة للوصول إلى اتفاق شامل ونهائي. وهو ما صرح به نتنياهو قبل يوم من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس حيث قال: "ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه". 

بالإضافة إلى ذلك، فإن قرارات نقل السفارات إلى القدس تهدد بنسف خيار حل الدولتين الذي يتبناه المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية.

تعليقات القراء