"دماء على البلطو الأبيض "..القصة الكاملة لحادث أطباء المنيا.. تهديد ووعيد ورسائل واتساب تكشف أسباب الحادث


 

في حادث مروع راح ضحيته طبيبتين وأصيب 11 آخرين منتصف الأسبوع الجاري بطريق المنيا القاهرة، أثناء ذهابهما لحضور دورة تدريبية للمشاركات في حملة "صحة المرأة المصرية" بالعاصمة القاهرة.
ولقيت طبيبتان مصرعهما، وأصيب 11 آخرين، وجميعهم من أبناء محافظة المنيا، إثر وقوع حادث تصادم بين سيارتين، عند مدخل بوابة الكريمات على طريق الجيش بزمام محافظة الجيزة، وتم نقل الجثتين والمصابين إلى مستشفى معهد ناصر لتلقي العلاج.
وقال وزارة الصحة ، إن المتوفيين والمصابين كانوا في طريقهم لحضور دورة تدريبية بالمعهد القومي للتدريب التابع لوزارة الصحة، واصطدمت سيارتهم بسيارة أخرى، وأسفر الحادث عن تلفيات كبيرة في السيارة التي يستقلها الأطباء، مؤكدا أن وزيرة الصحة أمرت بنقل المصابين إلى مستشفى معهد ناصر، والمتوفيين إلى مشرحة زينهم، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.
دماء على البلطو الأبيض ورسالة على الواتس أب
طبيبتان في بداية حياتهما لقيتا مصرعهما بعدما أمضتا قرابة الـ20 عاما في الدراسة والتعلم ولم يجنيا ثمار ما تعلماه بعد.
كشف رسالة عبر "الواتساب" بين الطبيبات والمسؤل من مدرية الصحة ، حيث طلب الأطباء تأجل الحضور أو الحجم في القطار كوسيلة أكثر أمانا في ظل ظروف الطقس السيئة، ولكن هذا الطلب قوبل  بالتوعد لكل من يتخلف عن حضور التدريب المهم للمشاركات في حملة (صحة المرأة المصرية).
الرسالة توعدت كل من تتخلف عن حضور التدريب بالعقاب والجزاء والنقل وأنهم يجب أن ينتقلوا فجرًا من المنيا للقاهرة في ظل الظروف الجوية الصعبة بغض النظر عن كونهن فتيات ولا يتحملن كل ذلك.
مسؤول بمديرية الصحة بالمنيا قال لـ"الوطن" إن المتوفيات والمصابات حاولن إقناع المسؤولين بالمديرية بتأجيل سفرهن لحين الحجز بالقطار غير أن كل محاولاتهن باءت بالفشل، لافتا إلى أنه كان من الأحرى أن يأتي مُحاضر من القاهرة ويعقد التدريب في المنيا توفيرا للمشقة والجهد.
الحادث
ساعات قليلة بين "الرجاء والوعيد "وتعرضت السيارة التي تقلهن لحادث أسفر عن مصرع 4 منهن طبيبتان والسائق وعامل، وإصابة 17 من الأطباء والطبيبات.
وزيرة الصحة
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، نعت الطبيبات، في حادث بالطريق الصحراوي بالكريمات، متمنيةً للمصابين الشفاء العاجل.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الحادث أسفر عن وفاة 4 أشخاص من بينهم طبيبتان، وسائق، وعامل، وإصابة 17 آخرين من الأطباء والطبيبات، حيث كانوا متجهين من محافظة المنيا إلى محافظة القاهرة لحضور إحدى الدورات التدريبية.
وقال "مجاهد" إنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ14 سيارة إسعاف مجهزة نقلت كل المصابين وحالات الوفاة إلى مستشفيي 15 مايو وحلوان العام، مشيرًا إلى أنه فور علم الوزيرة بالحادث أمرت بنقل المصابين إلى مستشفى معهد ناصر، وكلفت الدكتور محمد حساني، مساعد الوزيرة لمبادرات الصحة العامة، بتشكيل فريق من قيادات الوزارة ضم كلاً من الدكتور شريف وديع، مستشار وزير الصحة للرعايات الحرجة والعاجلة، والدكتور محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف، والدكتور محمد شوقي، وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، والدكتور محمد ضاحي رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، لمتابعة حالة المصابين في المستشفيات فور وقوع الحادث، والتأكد من تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.
وأضاف أن الإصابات تنوعت بين كسور وجروح قطعية، وكدمات بأماكن متفرقة بالجسد فيما تتواجد 3 حالات تتلقى العلاج بالرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر، مشيرًا إلى خروج حالة بعد تحسن حالتها الصحية وتلقيها الخدمة الطبية في مستشفى 15 مايو.
وأكد أن وزيرة الصحة والسكان وجهت بتوفير كل الرعاية الطبية للمصابين، حيث تم تشكيل فرق طبية من أساتذة الجامعات لمتابعة الحالة الطبية لكل المصابين، كما وجهت بإرسال تقرير طبي تفصيلي بحالات المصابين أولًا بأول لتطمئن على حالتهم الصحية بنفسها، كما اطمأنت على وجود مخزون كافٍ من أكياس الدم بالمستشفى.
"الصحة" تضم والدي الطبيبتين المتوفاتين لبعثة الحج
وكشف "مجاهد" أن وزيرة الصحة والسكان اتخذت قرارات مهمة إثر هذا الحادث الأليم، حيث قررت ضم والدي الطبيبتين المتوفاتين للبعثة الطبية للحج لهذا العام، وإطلاق اسميهما على الوحدتين الطبيتين اللتين كانتا تعملان بهما تكريما لهما.
وأضاف أن الدكتورة هالة زايد، قررت أيضًا ضم كل المصابين إلى البعثة الطبية للحج لهذا العام، إضافة إلى أحد ذويهم من الدرجة الأولى.
وستتقدم وزيرة الصحة والسكان بواجب العزاء لأسر المتوفين في المنيا، داعيةً الله أن يتغمدهما بواسع رحمته.

أهالى سائق طبيبات التكليف
خيّمت حالة من الحزن على أهالي قرية دمشير، التابعة لمركز المنيا، مسقط رأس وائل كمال سائق سيارة حادث "طبيبات التكليف.
وقال أحد أهالي القرية: "وائل معروف عنه دماسة الخلق والطيبة وحسن الخلق ومساعدة الآخرين، ويبلغ من العمر 30 عاما، وهو متزوج ولديه طفلين، وكان يعول أسرته ووالدته وشقيقته عقب وفاة والده، وأنه لا دخل له ولأسرته سوى ما يتحصل عليه من عمله كسائق بنظام اليومية"، لافتين إلى أنه بوفاته أصبحت الأسرة لا دخل ولا عائل لها.
وروى سائقون من نفس القرية، أن الحادث سببه تطاير غطاء خاص بسيارة نصف نقل كانت تسير أمام الميكروباص، وسقوط الغطاء أمام السائق، ما تسبب في حجب الرؤية عن "وائل" نهائيًا، فوقع الحادث، "ملوش يد في الحادث".

تعليقات القراء