كورونا يهدد 14 مليون شخص بأمريكا اللاتينية بالجوع والفقر

تواصل تداعيات أزمة كورونا تأثيرها على الاقتصاد العالمي وتهديد حياة ملايين البشر بالفقروالجوع، حيث ارتفع عدد المعرضين للجوع فى أمريكا اللاتينية بسبب طوارئ كورونا، وتشير التقديرات إلى أنه يمكن أن يضاف 10 ملايين شخص إلى الفقر والجوع فى 11 دولة فى المنطقة اللاتينية وبحر الكاريبى، مما يهدد بوجود 14 مليون شخص بالجوع فى 2020، وفقا لصحيفة "البيريوديكو" الإسبانية.

وقال المدير الإقليمى لبرنامج أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، ميجيل باريتو، إن "من الضرورى والملح أن نقدم المساعدة الغذائية إلى العدد المتزايد من الأشخاص المعرضين للخطر فى المنطقة، وكذلك أولئك الذين يعتمدون على العمل غير المنتظم، ولا يزال لدينا الوقت لمنع وباء كوفيد 19، خوفا من أن يصبح وباء الجوع المنتشر بسبب الازمة الصحية".

وقال باريتو "قيود الحركة والعزل الذى تسبب فيه فيروس كورونا، أدى الى فقدان العديد من الوظائف للطبقة العاملة الفقيرة وفقدان الدخل"، مشيرا إلى أن تحليل المؤشرات الاقتصادية فى امريكا اللاتينية غير مشجعة، وتتوقع اللجنة الإقتصادية ومنطقة بحر الكاريبى متوسط انكماش اقليمى يبلغ 5.3% لهذا العام، وهذا الانكماش الاقتصادى سيؤدى إلى تفاقم الحالة الهشة بالفعل لملايين الأشخاص.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من أن 16 مليون طفل إضافي سيصبحون فقراء بحلول نهاية عام 2020 في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، إذا لم تفعل الحكومات شيئاً للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.

وفى المجموع، سيكون واحد من كل طفلين (46%) فقيراً بحلول نهاية العام بزيادة قدرها 22% مقارنة بعام 2019، إذا لم تتخذ الدول المعنية تدابير "سريعة وواسعة النطاق" وفق ما قالت المنظمتان فى بيان.

وأوضحت مونيكا روبيو، مستشارة السياسة الاجتماعية لليونيسيف فى أمريكا اللاتينية منطقة الكاريبى:"ستؤدى هذه الزيادة الكبيرة إلى عودة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت موجودة قبل حوالي عقد، وستعكس التقدم الذي أحرز في هذا الشأن في معظم المنطقة خلال القرن الـ21".

وستوسع الأزمة الاقتصادية الناتجة عن وباء "كوفيد 19" بشكل ملحوظ الفجوة بين أطفال الأسر الفقيرة وأطفال الأسر الغنية، في حين من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي بنسبة 5.3%.

وقد تكون أمريكا الجنوبية الأكثر تضرراً مع زيادة تقارب 30% في الأطفال الذين يعيشون ضمن أسر فقيرة، بزيادة 11 مليونا عن عام 2019، أما في منطقة الكاريبي، فيمكن أن تصل هذه الزيادة إلى 19% بينما قد تصل في أمريكا الوسطى والمكسيك إلى 13%.

ودعت المنظمة السلطات إلى زيادة برامج الحماية الاجتماعية خصوصا من خلال المساعدة النقدية للعائلات والوجبات المدرسية.

وقالت مونيكا روبيو: "هل سنسمح للأطفال بدفع فاتورة (كوفيد - 19)؟.. لقد أصبح من الواضح أن عواقب هذا الحرمان الاقتصادي على الأطفال يمكن أن تكون دائمة، بل لا رجعة فيها".

وعلى الأمد الطويل، هناك خطر متزايد يتمثل في إجبار الأطفال على العمل أو أن يكونوا ضحايا للعنف أو يعانون من مشكلات مرتبطة بالصحة العقلية.

تعليقات القراء