"الرجل اللي بجوار الرئيس".. أنطوني فاوتشي كنز أمريكي لمكافحة كورونا.. فن إعادة تصويب تصريحات ترامب عن الفيروس

الموجز

حث الأطباء في فريق عمل الإدارة الأميركية الذي يتابع يومياً مستجدات فيروس كورونا في الولايات المتحدة، إلى جانب الرئيس دونالد ترمب كافة السكان الذين يخرجون من نيويورك وبعض الولايات الأمريكية التى يتفشى بها فيروس كورونا إلى إلتزام الحجر الصحي الذاتي.

ويخوض العالم في الوقت الحالي حربا شرسة ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي أصاب وقتل مئات الآلاف، يخرج كل يوم الرئيس الأمريكي من خلال مؤتمرًا صحفيًا ليعلن للعالم عن آخر المستجدات والاستجابة للأزمة، وأحيانًا يتطرق الحديث حول تطوير علاج لكورونا، والذي اجتاح أمريكا خلال أيام بسيطة حتى تعدت الإصابات كلًا من الصين منبع المرض وإيطاليا وإسبانيا.

وفي مؤتمرات ترامب للحديث عن فيروس كورونا تجد بجواره دائمًا خبير الأمراض المعدية ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية المعروف عالمياً أنطوني فاوتشي.

وأحتل أنطوني فاوتشي طوال عقود من الزمن، موقع الصدارة في عملية مكافحة الإيدز وكان مهندساً رائداً لخطة الرئيس جورج دبليو بوش الطارئة من أجل الإغاثة من الإيدز، وهي واحدة من أكبر مبادرات الصحة العامة في التاريخ.

وحصل على أول عمل له في المجال الطبي حين كان يافعاً يوصل الوصفات الطبية على دراجته لزبائن صيدلية يمتلكها أهله في بروكلين، نيويورك. ثم أصبح تلميذاً لامعاً وكان الأول على دفعته في كلية كورنيل الطبية. وخلال حرب فيتنام، ورد اسمه في قوائم "تجنيد الأطباء" وخدم في المعاهد الصحية الوطنية.

وتخصّص في أمراض نقص المناعة وأصبح اليوم يُعتبر "الخبير الوطني الرائد في مجال الأمراض المعدية".

وأظهر فاوتشي موهبةً جديدة في إطار مكافحة وباء كورونا الجديد، فن إعادة تصويب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلطفٍ دون المسّ بسلطته. حسبما ذكر موقع " 24 - أ ف ب".

ويتشارك هذا المتخصص في علم المناعة ذو النبرة الهادئة، بشكل يومي تقريباً مع ترامب مؤتمراً صحافياً للحديث عن الاستجابة للأزمة.

وتميّز فاوتشي 79عاماً، وهو مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية منذ الثمانينات، في عمله على مكافحة الكثير من الفيروسات من الإيدز إلى الإيبولا، مع حرصه على تقديم معلومات موثوقة للعامة.

وفي مواجهة كورونا الجديد، يتبع المسار نفسه، حتى أنه يناقض ما يقوله ترامب الذي يميل إلى التقليل من خطورة الأزمة أو التعهد بحلها سريعاً أمام مواطنيه المعزولين في منازلهم.

وصف فاوتشي أخيراً ما يفعله فقال: "أتصرف بحذر.. أقول أموراً للرئيس لا يرغب في سماعها وقد صرحت علناً بأمور مختلفة عما أكده".

وتابع في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز: "لا أريد أن أحرجه.. أريد فقط أن أقدم الوقائع".

وكذلك حصل عندما ألمح الرئيس الأميركي في مطلع مارس (آذار) إلى أن لقاحاً سيكون متاحاً في غضون "ثلاثة إلى أربعة أشهر"، أوضح فاوتشي على الفو "لن يكون لدينا لقاح، إنما سنبدأ التجارب على لقاح".

وأضاف بلهجته الأمريكية وصوته الأجش "كما قلت لك سيدي الرئيس، سيستغرق الأمر عاماً وعاماً ونصف العام" قبل توزيع لقاح فعال وموثوق.

وأخيراً أشاد ترامب بالنتائج الأولية "المشجعة جداً" لعقار كلوروكين المضاد للملاريا، في معالجة المصابين بفيروس كورونا الجديد، وبسؤال الدكتور فاوتشي في اليوم التالي عن الموضوع، قال إن الدراسات لا تزال "ضئيلة".

ومع ذلك، فهو يقلّل من الاختلافات في كلامهما، وأكد في مقابلة نشرتها الأحد مجلة "ساينس ماغازين"، "أنا لست مختلفاً مع الرئيس في الجوهر".

وأضاف أن الرئيس "يعبر بطريقة ما كنت لأختارها، لأنها يمكن أن تخلق سوء فهم للوقائع".

إلا أنه يبدو أن بعض رسائل الرئيس تذهب سدىً، إذ أنه ولوقت طويل بقي يصافح الذين يلتقيهم متجاهلاً توصيات السلطات الصحية بـ "التباعد الاجتماعي".

واعترف فاوتشي في نهاية الأسبوع الماضي بأنه "عندما تتعاملون مع أمر ما في البيت الأبيض، يجب أحياناً قول الأمور مرة، مرتين، ثلاث مرات، أربع مرات قبل سماعها"، مضيفا "إذاً أواصل التوضيح..".

وسُئل فاوتشي عما يمكنه أن يفعل عندما يعلن الملياردير بشكل واضح أمراً غير صحيح أمامه مباشرة، مثلما يحدث عندما يتّهم الصين بأنها لم تبلغ العالم بالفيروس: "قبل ثلاثة أو أربعة أشهر"، فأجاب "لن أسارع للإمساك بمكبر صوت لإبعاده"، وفضل الطبيب أن يشرح لأوساط الرئيس أن الأمر يعود إلى سبتمبر(أيلول) حتى قبل ظهور الإصابات الأولى.

ويبدو أن ترامب لا يأخذ الموضوع بطريقة شخصية، وقال الاثنين أثناء المؤتمر الصحافي اليومي: "إنه رجل طيب، أحب الدكتور فاوتشي جداً".

وانضم أنتوني فاوتشي، وهو نجل صيدلي، إلى المعهد الوطني للصحة في 1968، بعد عامين من حصوله على شهادة الطب، وتخصص فوراً في علم المناعة.

وروى أنه في 1981، عندما علم بوفاة الكثير من مثليي الجنس بعد أن ظهرت عليهم أعراض متشابهة: "قلت في نفسي: يا إلهي نحن نواجه مرضاً جديداً".

وبعمله مع جمعيات المصابين بالإيدز التي انتقدت بشدة في البداية استجابة السلطات الصحية، نجح في تسريع توزيع الأدوية المضادة للفيروسات الارتجاعية.

وفي عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، كان مهندس برنامج "بيبفار"، الذي قدّم مساعدات لملايين الأفارقة المصابين بالإيدز.

ومرة جديدة، يبدو فاوتشي الذي كُرم في 2008 لجهوده في مكافحة الإيدز، يحظى بالاجماع إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام وصفته رغم أنها توجه انتقادات لإدارة ترامب، بـ "بطل أمريكي" و"كنز وطني".

وكان الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بأمريكا، توقع أن يتراوح عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد ما بين 100 ألف و200 ألف شخص في أمريكا.


وقال فاوتشي خلال مقابلة تليفزيونية مع "CNN" التوقع تكون عبارة عن نماذج وليست حقائق مضيفًا: "عندما يبتكر الإنسان نموذجًا قأنه يضع عدة افتراضات مختلفة، ومدى جودة التموذج ودقته تعتمد على افتراضياتك وعندما تأتي النماذج فأنها تعطي أفضل سيناريو وأسوء سيناريو ونحن نختار ما بين الاثنين".

وأكمل: "أن الأمراض التى تعاملت معها كان أسوء سيناريو هو الذي يحدث أو غيره لا استطيع أن اطلق ارقامًا بالملايين، ولكن يمكننا القول أن يتراوح عدد الوفيات بسبب كورونا ما بين 100 ألف و200 ألف شخص في أمريكا".

يذكر أن الولايات المتحدة، تُعتبر الدولة الأكثر تضرّرا لناحية عدد الإصابات، إذ سُجّلت رسميا 143055 إصابة، بينها 2514 وفاة و465 حالة شفاء

وأودى وباء كوفيد-19 بحياة ما لا يقل عن 34610 شخصا حول العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في الصين، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس الاثنين الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش استنادا إلى مصادر رسمية.

وتأكدت رسميا إصابة أكثر من 727080 شخصا في 183 دولة ومنطقة، غير أنّ هذه الحصيلة لا تعكس سوى جزء من الأرقام الحقيقية، لأنّ عددا كبيرا من الدول لا يجري فحوصا إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات. وتماثل إلى الشفاء 142300 شخص على الأقل حتى اليوم.

تعليقات القراء